خمس سنوات الا عام واحد

بدأت الحكايه عند الساعه الخامسه و العشرون .. نعم كان هذا منذ خمس سنين الا عام
حيث كان يوما تفوح منه رائحه غريبه لم استطع تميزها جيدا .. استيقضت لاجد مجموعه من الرسائل تهنئني بميلادي الثالث و العشرون .. بالكاد استطعت ان اميز ان المقصود بهذه التهاني كان انا .. حيث اني اعاني من زهايمر مبكر منذ ... لا اذكر منذ متى في حقيقه الامر .. كان هنالك في صندوق البريد الخاص بي مجموعه من الهدايا ليس بوسعي تذكر اي شئ منها سوا ذلك الكتاب الاحمر اللون .. جذبني اسمه حيث كان بعنوان الساعه الخامسة و العشرون .. كان من احد الاصدقاء الذين تعرفت عليهم في الجامعه .. بدات بتصفح الكتاب و استمريت على هذا الحال بعدد ساعات عنوان الكتاب و انتهيت من قرائته و ذهبت في نوم عميق .. نعم انه اعمق مما تتخيلون و لكني لم اكن مرتاحه في هذا النوم حيث كنت اشعر بانزعاج لم يسبق لي ان شعرت به فكانت قصه الكتاب مزعجة جدا و لكنها انيقه بنفس الوقت حيث اصبحت تخلجاتي جميعها متعلقه باحداث القصه حيث ان القصه كانت تدور حول شخصيتين في زمن الحرب العالميه و كانت عباره عن مئاسي تليها مئاسي و قد اثر بي ذلك كثيرا .. صحوت من النوم لاجد ان جدران الغرفه تغيرت و كل شي من حولي ليس كما هو .. يا الهي ماذا يحدث ؟ اين انا ؟ خرجت من الغرفه لاجد نفسي في شارع قديم متهالك في احد البلدان الاوربيه و الناس تلبس ملابس قديمه جدا و لا يوجد شي اعرفه .. كدت ان افقد عقلي الى ان جائت فتاه جميله جدا و قالت لي مرحبا سيدي انا سوزانا و اريد الحصول على عمل ان كنت تستطيع توفيره لي .. فنظرت لها بنظره خوف و اعجاب فانا لا افهم ماذا تقصد و لماذا جائت لي و من هذه اصلا .. فقلت لها اي عمل؟ و كيف ساوفره لكي .. فقالت ملابسك غريبه جدا و تبدو شخص ميسور الحال فتوقعت انك غني انا اسفه .. و حاولت الانصراف فاوقفتها و سالتها ان تبقى قليلا في محاوله مني لافهم اين انا و مالذي حل بي .. فقالت سيدي ارجوك احاول ان اجد عملا و ان كنت لا تستطيع توفيره لي فدعني اذهب .. فقلت لها ساتي معك و اخبريني عن هذا المكان و سرنا طويلا لساعات و ساعات .. لا اكذب عليكم لم تكن في البدايه تود تبادل الحديث الا انها وافقت على ذلك بعد ان رات اني لا اتمادى في كلامي معها و بعدها بادلتني الاسئله و الحديث و كنت قد علمت انني بطريقه ما عدت الى زمن قديم جدا و بما انني متمرس في قرائه الكتب القديمه و الافلام التاريخيه فقد استطعت ان اجاريها في الحديث كانني من زمنهم و لم تستطع ان تعرف اني شخص جاء من المستقبل .. بمرور الايام تطورت علاقتي بها و ايضا استطعت ان اجد عملا و هي كذلك و بدات بيننا قصه حب قويه جدا حتى انني نسيت كل شي من الماضي و ساعدني في ذلك ان لدي زهايمر و تزوجنا و عشنا سويا عاما كاملا الى ان جاء اليوم الذي اخبرتني فيه انني ساصبح ابا .. كان اخر الايام الجميله حيث انني نمت براحه شديده يومها و صحوت لاجد نفسي في مكان غريب و في جسدي مجموعه غريبه من الاجهزة و امراه تلبس ثيابا بيضاء صاحت بصوت .. دكتور تعال بسرعه حصلت المعجزة .. و جاء مجموعه اشخاص يهرولون نحوي و يفحصون كل شي بي .. و اذا باحدهم يقول الحمد لله على سلامتك .. لقد كنت بغيبوبه منذ 370 يوما و شاء الله ان تعود لحياتك .. مر على عودتي لحياتي اربع سنوات لم ابرح فيها غرفتي في محاوله للنوم لعلي اعود لسوزانا و ابني مره اخرى و كل محاولاتي بائت بالفشل .. قرات في هذه الاربع سنوات كتاب الساعه الخامسه و العشرون مرات عديده و لا فائده .. ساذهب للنوم الان لعلي التقي بزوجتي او افقد ذاكرتي فلا مخرج اخر لي ..
بقلمي ...