شعر عن الأم والتي قام العديد من الشعراء من خلالها بإبراز المكانة الأصلية للام، ودورها الكبير في هذه الحياة، فهي منبع الحنان والعطف، وبمجرد وجودها يشعر الإنسان بالأمان، وقد قال الكثير من الشعراء أجمل أبيات الشعر عن الأم، والتي يتم من خلالها التعبير عن ما يشعرون به تجاه أمهاتهم، ولذلك سيتم عرض مجموعة من الأشعار المميزة عن الأم.

من أجمل أبيات الشعر التي قيلت عن الآن، ما قاله الإمام الشافعي، حيث قال عن الأم:

أطع الإله كما أمر .. واملأ فؤادك بالحذر

وأطع أباك فإنه .. رباك من عهد الصغر

وَاخْـضَـعْ لأُمِّــكَ وأرضها .. فَعُقُـوقُـهَـا إِحْـدَى الكِبَــرْ

الأم هي الروح والنفس لكل أسرة، فبمجرد ما يتم الدخول إلى المنزل يتم البحث عن الأم قبل أي شيء، فقد قال الشعراء عن الأم ما يلي:

أمي يا حبًّا أهواه يا قلبًا أعشق دنياه

يا شمسًا تشرق في أفقي يا وردًا في العمر شذاه

يا كل الدنيا يا أملي أنت الإخلاص ومعناه

فلا أنت عطاء من ربي فبماذا أحيا لولاه

ماذا أهديك من الدنيا قلبي أم عيني أماه

روحي أنفاسي أم عمري والكل قليل أواه

ماذا أتذكر يا أمي لا يوجد شيء أنساه

فالماضي يحمل أزهارًا والحاضر تبسم شفتاه

ما زال حنانك في خلدي يعطيه سرورًا يرعاه

كم ليل سهرت في مرضي تبكي وتنادي رباه

طفلي وحبيبي يا ربي املأ بالصحة دنياه

الأم تذوب لكي نحيا ونذوق من العمر هناه

الأم بحار من خير والبحر تدوم عطاياه

عندما تموت الأم يشعر الأبناء بمدى اشتياقهم الكبير لها، وقد قال الشاعر الكبير محمود درويش عن الأم ومدى الاشتياق لها ما يلي:

أحن إلى خبز أمي .. وقهوة أمي ولمسة أمي

وتكبر في الطفولة يومًا .. على صدر أمي وأعشق عمري

لأني إذا مت أخجل من دمع أمي .. خذيني إذا عدت يومًا

وشاحًا لهدبك وغطي عظامي .. بعشب تعمد من طهر كعبك

وشدي وثاقي بخصلة شعر .. بخيط يلوح في ذيل ثوبك

عساني أصير إلهًا إلهًا .. أصير إذا ما لمست قرارة قلبك

ضعيني إذا ما رجعت .. وقودًا بتنور نارك

وحبل غسيل على سطح دارك .. لأني فقدت الوقوف

بدون صلاة نهارك هرمت .. فردي نجوم الطفولة

حتى أشارك صغار العصافير .. درب الرجوع لعش انتظارك

بمجرد أن يكبر الوالدان فإنهم يحتاجون إلى من يقفون بجوارهم ويقدمون لهم المساعدة، فقد قال معروف الصافي عن إكرام الأم ما يلي:

أوجب الواجبات إكرام أمي .. إن أمي أحق بالإكرام

حملتني ثقلًا ومن بعد حملي .. أرضعتني إلى أوان فطامي

ورعتني في ظلمة الليل .. حتى تركت نومها لأجل منامي

إن أمي هي التي خلقتني بعد ربي .. فصرت بعض الأنام

فلها الحمد بعد حمدي إلهي .. ولها الشكر في مدى الأيام

قال الكثير من الشعراء أبيات شعر تبين فضل الأم الكبير، التي لا يمكن لأحد أن يتعداها، فقد قال إبراهيم السمري عن فضل الأم ما يلي:

وفضل الأم يعلو أي فضل .. إذا أحصيته في كل شأن

أسأل مهجتي عنها أجابت .. هي الرحمات لاحت للعيان

هي البحر المليء بكل غال .. نفيس غار منه الأصفران

هي البدر المطل بناظريه .. على الآفاق يلمع كالجمان

هي الأنسام رقت في بهاء .. وزانت ثوبها بالأقحوان

هي الماء الزلال لكل صاد .. هي الأمل الضحوك لكل عام

أراها نخلة بسقت وجادت .. ولم تعبأ بأغيار الزمان

تحدث في شموخ كل ريح .. وآتت أكلها في كل آن

حبتني عطفها مذ كنت طفلًا .. وفاضت بالمحبة والحنان

ورغم الفقر كم جادت علينا .. يداها بالندى مبسوطتان

بمجرد أن تموت الأم يموت معها كل شيء، ومن الصعب أن يتم دخول المنزل بعد وفاتها، لأن أثرها سيبقى موجود مدى العمر في كل مكان، فقد قيل عن موت الأم ما يلي:

أمي تموت ويمناها على كبدي .. يا أم رحماك إن القلب قد فطرا

هذي سريري إني لم أزل ولدًا .. ودثريني إن الريح قد زارا

وجففي عرقي فالصيف ألهبني .. وسلسلي الماء كي أقضي به وطرا

مدى يديك كما قد كنت ألثمها .. فقد نهضت ووجه الصبح قد سفرا

وحوطيني تلك العين خائنة .. وكم رأيت عيونًا تقدح الشرر

ولوني أغنيات الصيف في شفتي .. وقريب من وسادي النجم والقمر

مهما كثُرت الكلمات، وتعالت الصّيحات، وصُنعت الأبيات لن تجد كلمات أو أبيات توفي الأم حقّها العميم، وأجرها الوفير، وحقّها الكبير،

فهي التي سهرت الليالي حُزنًا على بُكائك، وتقطّع قلبها حينما تراك حزينًا، الأمّ لا تُعوّض، وحنانها إذا فُقد لن يُعوّضه حنان، ومن أفضل أبيات الشّعر التي تُقال:

العيشُ ماضٍ فأكرِمْ والدَيكَ بهِ والأُمُّ أوْلى بإكرامٍ وإحسانِ

وحَسبُها الحملُ والإرضاعُ تُدْمِنُهُ أمرانِ بالفَضْلِ نالا كلَّ إنسانِ

واخشَ الملوكَ وياسرْها بطاعَتِها فالمَلْكُ للأرضِ مثلُ الماطرِ السّاني

إن يظلِموا، فلهمْ نَفعٌ يُعاشُ به وكم حَمَوكَ برَجْلٍ أوْ بفُرْسانِ

وهل خلتْ، قبلُ، من جورٍ ومَظلمةٍ أربابُ فارسَ، أو أربابُ غَسّانِ

خيلٌ إذا سُوّمتْ سامتْ، وما حُبستْ إلاّ بلُجمٍ، تُعَنّيها، وأرسانِ

قد يكون فِرَاقَ الأم مؤقت نتيجة سفر الأبناء للدراسة أو العمل أو الزواج أو نتيجة سفر الأم لأي سبب، وهنا يكون الفِرَاقَ أقل ألمًا؛ لأن كل من الأم والأبناء يحيون على أمل تجدد اللقاء فيما بينهما قريبًا،

أما فِرَاقَ الأم نتيجة الموت؛ فهو دون شك ألم لا يُضاهيه أي قدر آخر من الأم والحزن والغصة العالقة في طيات القلب أبد الدهر،

ولا سيما أن اللقاء هنا مُحال أن يتم ثانية في الحياة الدنيا، وإنما ينتظرهم اللقاء في عالم آخر بعد الموت لا يدركون أبعاده كاملة،

ويجد بعض الأبناء سلوهم في نظم أبيات الشعر التي تعبر عن مدى كَلَمَهم وألهم نتيجة موت الأم، ومن أجمل كلمات أشعار عن وفاة الأم، ما يلي:

غابت شموس السعد منذ رحيلها .. وغدت عيوني لا ترى أفراحا
ودعتها عند المغيب بحسرة .. وبقت جنائز أدمعي ألاما
جنة مات الزمان بفقدها .. وبكى البكاء على ثرى مثواها
يا قبر رفقا إن ضممت ضلوعها .. فالله أوصانا بها إحسانا
قد غاب عني الكرى في يوم ذكراها .. وتبدل النور الجلي ظلاما
قد غلقت شرفات روحي بابها .. وتأبط الحزن المقيم مايا
اليتم جدولني على أحزانها .. فسكنت جوف البر والإحسان
يا رب اجمعني بها في جن .. فيها النبي وصحبه جيرانا.

قال عبد الرحمن بن مساعد:

اسألوا دمي .. وسعادتي وهمي

اسألوا التوفيق .. والكدر والضيق

اسألوا الطيب في صفاتي .. والدعاء اللي في صلاتي

واسألوا شهودي .. الدموع اللي في سجودي

اسألوهم .. واسألوا دمي .. عن غلا أمي

وقال آخر:

أمّي يا حبّا أهواه * يا قلبا أعشق دنياه

يا شمسا تشرق في أفقي * يا وردا في العمر شذاه

يا كل الدنيا يا أملي * أنت الإخلاص ومعناه

فلأنت عطاء من ربي * فبماذا أحيا لولاه

ماذا أهديك من الدنيا * قلبي أم عيني أماه

روحي أنفاسي أم عمري * والكلّ قليل أوّاه

ماذا أتذكر يا أمي * لا يوجد شيء أنساه

فالماضي يحمل أزهارا * والحاضر تبسّم شفتاه

ما زال حنانك في خلدي * يعطيه سرورا يرعاه

كم ليل سهرتِ في مرضي * تبكي وتنادي رباه

طفلي وحبيبي يا ربي * املأ بالصحة دنياه

الأم تذوب لكي نحيا * ونذوق من العمر هناه

الأم بحار من خير * والبحر تدوم عطاياه

أماه أحبك يا عمري * يا بهجة قلبي ومناه

ضمّيني واسقيني حبا * ودعيني أحلم أماه

وبهذا يكون قد تم عرض شعر عن الأم التي هي نصف المجتمع، بل المجتمع بأكمله، ومن دون الأم لا يصلح شيء في الحياة، فالأم هي مصدر الأمان في هذه الدنيا، فهي من تقوم بتقديم الحب دون أن تنتظر المقابل، ولا يوجد شخص في هذه الحياة يكون بمثابة الأم.

شكرا على الموضوع 
اكثر من رائع