
AsHeK EgYpT
نائب الإدارة- البلد :
- الجنس :
- المساهمات :
- 1947
- العمر :
- 26
- السٌّمعَة :
- 39
اسد المنتدى
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 250 مساهمة مختلفة!
نائب الادارة
هذا العضو ينتمي إلى مجموعة نائب الادارة!
عضو مُتحمس
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 500 موضوعًا مختلفًا ، انه مُتحمس حقيقي!
عضو محبوب
لقد أُعجب هذا العضو أكثر من 50 مشاركة!
عضو ودود
لقد أضاف هذا العضو العديد من أعضاء المنتدى كأصدقاء!
عضو مُخضرم
هذا العضو ينتمي إلى هذا المنتدى منذ قديم الزمان!

أصحمة بن أبجر أُطلق عليه “النجاشي”، وهو من ملوك الحبشة الذي استقبل النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ والصحابة عندما هاجروا إليها، حيث اجتمعوا به ما بين 610 - 629 م، وهو الملك الذي قال عنه النبي الكريم أنه لا يُظلم عنده أحد، أي امتاز بالعدل بتأكيد أشرف الخلق.
قد تول النجاشي الحكم وهو في التاسعة من عمره بعد أن مات عمه بصاعقة، وبعد سنوات من فترة حكمه قد اشتهر بعدله بين الناس وحكمته في حكمه، بل إن سيرته الحسنة قد انتقلت إلى أماكن كثيرة.
في السنة الخامسة من الدعوة قد نصح رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ المسلمين بأن يهاجروا إلى الحبشة، وذلك لأن هناك ملك لن يظلمهم أو يخافون على أنفسهم وهو مالك الحكم، فيمكنهم العيش بأمان بدينهم دون الخوف من بطش الكافرين.
كان عدد المسلمين المهاجرين حوالي 80 رجلًا غير النساء والأطفال، وعندما علمت قريش بذلك قد انزعجت وأرسلت إلى النجاشي عمرو بن العاص “داهية العرب” وعبد الله بن أبي ربيعة بهدايا كثيرة حتى يقوم بتسليم المسلمين إليهم فرفض ذلك، ورغب في سماع الطرف الآخر أولًا.
دعا النجاشي المسلمين وتكلم جعفر بن أبي طالب نيابةً عن المسلمين، وحينما دخلوا فلم يسجد أي منهم للنجاشي فسأل عن السبب، فأجابوه أنهم لا يسجدوا سوى لمن خلقه وجعله ملكًا، وأن تلك التحية كانت وقت عبادة الأوثان إلى أن أرسل الله تعالى أشرف الخلق هاديًا لهم.
من ثم دار حديث ما بين جعفر بن أبي طالب وعمرو بن العاص، أوله أن سأله جعفر أهم عبيد أم أحرار لكي يقوم بردهم إلى أربابهم، فأخبره أنهم أحرارًا كرامًا، من ثم سأله أأزهق أحدهم دم شخص آخر بدون حق، فأجابه أنهم لم يزهقوا قطرة.
من ثم دار الحديث عن سؤال أخذ مسلم أي من أموال غيره دون حق، فكانت الإجابة بالنفي كذلك، فهنا تدخل النجاشي وسأل إذًا ما الذي يطلبونه منهم، فأخبره أنهم كانوا على دين واحد وتركوا ذلك واتبعوا غيره.
هنا التف النجاشي لجعفر وطلب منه أن يعرف عن الدين الجديد الذي اتبعوه، وأخبره جعفر أن الدين يدعوا إلى عبادة الله وحده دون الشرك به، وأنهم أصبحوا يكفرون بالحجارة التي كانوا يعبدونها، ويؤمنون بكتاب الله تعالى.
استمر الحديث بخصوص الدين الجديد وأمر بضرب الناقوس لكي يجتمع القسيسين والرهبان، وسأله النجاشي ماذا يأمرهم كتاب الله تعالى ونبيه محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، فقال الإيمان بنبي الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ والنهي عن المنكر وحسن الجوار، بر اليتيم وصلة الرحم، وأن تكون العبادة لله وحده ولا يُشرك به شيئًا.
هنا سأله النجاشي أن يقرأ له مما أنزل عليهم، فقرأ له سورتي العنكبوت والروم، وهنا فاضت عينيه بالدمع، ومن ثم طلب منه أن يزيده من الحديث الطيب والتلاوة، فقرأ عليهم سورة الكهف.
أراد عمرو بن العاص هنا أن يجعل النجاشي يغضب منه بقوله لعبد الله:
“وَاللَّهِ لأُخْبِرَنَّهُ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَبْدٌ” فقال له إنهم يسبّون عيسى ـ عليه السلام ـ وأمه، فهنا سأله النجاشي ماذا يقولون عليهما !! فقرأ له جعفر سورة مريم.
الجدير بالذكر أن هنا يظهر دهاء عمرو بن العاص، وأنه كان مطلعًا، حيث كان أهل حبشة يتبعون كنيسة الإسكندرية، وكان يعلم رأي المسلمين كذلك في الدين المسيحي وعيسى ـ عليه السلام ـ .
فلما أتت الآية التي تذكر عيسى بن مريم وأمه قد قال النجاشي والله ما زاد المسيح ـ عليه السلام ـ على ما يقال في الإسلام نقيرًا، وفاضت عينيه بالدمع.
قد وفق الله تعالى جعفر بن أبي طالب لأن يقوم بقراءة الآيات الكريمة التي تجعل كل قلب يؤسر، والتي تتوافق مع عقيدة النجاشي والنصارى، فعندما سمع النصارى تلك الآيات الكريمة التي تمد في نبي الله عيسى ـ عليه السلام ـ وأمه مريم لم يكن لديهم تعبير سوى أن فاضت أعينهم بالدمع.
فهنا قال النجاشي رأيه بما سمع:
“إِنَّ هَذَا وَاللهِ وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ”.
وهو ما يعد إقرارًا منه بصدق الرسالة وصدق الرسول ـ عليه الصلاة والسلام وجعفر بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ .
من ثم التفت إلى عبد الله بن ربيعة وعمرو بن العاص معلنًا عن رفضه بتسليم المسلمين إلى قريش قائلًا:
“انْطَلِقَا فَـ واللهِ لَا أُسْلِمُهُمْ إِلَيْكُمْ أبدًا”.
وهنا يظهر نجاح الوفد الإسلامي في إقناع الأساقفة والنجاشي بالوصول إلى قلوبهم بآيات الذكر الحكيم.
حينما سأل النجاشي جعفر بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ عما يقولون عن نبي الله عيسى عليه السلام، فقد ردّ عليه بشكل موجز ولكن راعى فيه أن يوضح أنه عبد الله، ومن ثم ذكر نبوته، وذلك حتى لا يكون هناك خلط ما بين الاعتقاد أنه إله، لأنه وُلد دون أن يكون له أب، أو لأنه يحي الموتى.
وهنا وصف جعفر بن أبي طالب عيسى ـ عليه السلام ـ
“نَقُولُ فِيهِ الَّذِي جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا، هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَرُوحُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ”.
وقد أسلم الملك النجاشي وصدّق بنبوة محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولكنه قد أخفى ذلك عن قومه لما أبدوه من إعراض عن الحق وعدم تصديق في الإسلام.
وقد توفي النجاشي في العام التاسع من الهجرة، وحينها قد صلى النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ عليه صلاة الغائب، وذلك لأنه أخ لهم، وليعبر عن مدى احترامه ومكانته التي استطاع بها حماية الإسلام رغم مخالفة عقيدته له.
فعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ :
“اخرُجوا فصَلُّوا على أخٍ لكم، فصلَّى بنا، فكَبَّر أربَعَ تكبيراتٍ، فقال: هذا النَّجاشيُّ أصحَمةُ، فقال المنافقون: انظُروا هذا يصَلِّي على عِلْجٍ نصرانيٍّ لم يَرَه قط، فأنزل اللهُ: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ}” [في إسناده نظر].
فقد كانت الآيات الكريمة بسورة مريم هي ما جعلت عيني أقوى ملك في الحبشة وأعدلهم تفيض بالدمع، ويقف في صف المسلمين وحمايتهم ضد أهل قريش.