أصدر فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع التابع للمنظمة توصيات مؤقتة بشأن استعمال لقاح فايزر بيونتك (BNT162b2) المضاد لكوفيد-19. ويقدم هذا المقال موجزاً للتوصيات المؤقتة

وفيما يلي أهم ما ينبغي معرفته في هذا الصدد.
وفقاً لفريق الخبراء الاستراتيجي، يُعد لقاح مرسال الرنا فايزر بيونتك المضاد لكوفيد-19 لقاحاً مأموناً وفعالاً. وتتمثل الأولوية حالياً في تطعيم العاملين الصحيين المعرّضين بشدة لمخاطر العدوى، ويليهم كبار السن، قبل تمنيع بقية السكان

نظراً إلى أن إمدادات اللقاح محدودة، يوصى بإعطاء الأولوية للعاملين الصحيين المعرّضين بشدة لمخاطر العدوى ولكبار السن، بما في ذلك الأشخاص البالغون 65 عاماً أو أكثر من العمر .

ما هي الفئات الأخرى التي يمكن أن تتلقى اللقاح ؟

ثبت أن استعمال اللقاح مأمون وفعّال في الأشخاص المصابين بأمراض مختلفة ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالمرض الوخيم.
وتشمل هذه الأمراض فرط ضغط الدم، والسكري، والربو، وأمراض الرئة، وأمراض الكبد والكلى، فضلاً عن حالات العدوى المزمنة المستقرة والخاضعة للسيطرة.
ونظراً إلى تعرّض الأشخاص المصابين بنقص المناعة بدرجة معتدلة أو وخيمة، تعرضاً شديداً للمخاطر، تنصح المنظمة استناداً إلى البيانات المتاحة بسلسلة أولية ممتدة (3 جرعات)، مع ضرورة رصد المأمونية لكل فرد على حدة، والتشاور مع الطبيب المعالج.
وأما الأشخاص المتعايشون مع فيروس العوز المناعي البشري فهم أشد تعرضاً لمخاطر الإصابة بمرض كوفيد-19 الوخيم. ولا يوجد إلا قدر محدود من البيانات المُستمدة من التجارب السريرية بشأن مأمونية اللقاحات على الأشخاص المصابين بمرض فيروس العوز المناعي البشري الخاضع للسيطرة التامة. وينبغي أن يُحاط المصابون بالفيروس علماً عند حصولهم على اللقاح بالبيانات المتاحة وتزويدهم حيثما أمكن، بالمشورة المتعلقة بذلك.
ويمكن إعطاء التطعيم للأشخاص الذين سبق أن أصيبوا بكوفيد-19 في الماضي. ولكن نظراً إلى أن إمدادات اللقاح محدودة، قد يرغب هؤلاء الأفراد في إرجاء التطعيم المضاد لكوفيد-19 لمدة تصل إلى 6 أشهر من بعد إصابتهم بفيروس كورونا-سارس-2. ولكن ينبغي أخذ المتحوّرات الدائرة المثيرة للقلق في الاعتبار. ويُنصح في مثل هذه البيئات بالخضوع للتمنيع بعد العدوى في غضون 90 يوماً، مثلاً، من بعد العدوى الطبيعية.
ويُتوقّع أن تكون فعّالية اللقاح في المُرضعات مماثلة لفعّاليته في غيرهن من البالغين. وتوصي المنظمة باستعمال اللقاح للنساء المُرضعات مثلما هو مُستعمل في سائر البالغين. ولا توصي المنظمة بوقف الإرضاع بسبب التطعيم .

هل ينبغي تطعيم النساء الحوامل ؟

نظراً إلى العواقب الضارة لمرض كوفيد-19 أثناء الحمل والبيانات المتزايدة التي تدعم خصائص المأمونية للقاح BNT162b2 في الحمل، توصي المنظمة باستعمال هذا اللقاح في تطعيم النساء الحوامل. ولا توصي المنظمة بإجراء اختبار الحمل قبل التطعيم. ولا تنصح المنظمة بتأخير الحمل أو إنهائه بسبب التطعيم .

ما هي الفئات التي ينبغي ألا تحصل على اللقاح ؟

ينبغي ألا يُعطى اللقاح للأشخاص الذين سبق أن تعرضوا لتفاعلات أرجية وخيمة لأي مكوّن من مكونات اللقاح .

هل يوصى بأخذ هذا اللقاح للأطفال والمراهقين ؟

يُعد هذا اللقاح مأموناً للاستخدام في الأطفال البالغين 5 سنوات من العمر أو أكثر، مع تعديل الجرعة الموصى بها لتلائم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و11 سنة.
وأشارت إحدى تجارب المرحلة الثالثة التي أُجريت على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة، إلى ارتفاع مستوى النجاعة والمأمونية في هذه الفئة العمرية، ما أدى إلى تعديل نطاق الأعمار المشار إليه سابقاً لينخفض من 16 عاماً فأكثر إلى 12 عاماً فأكثر. وأشارت إحدى تجارب المرحلة الثالثة التي أُجريت على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و11 سنة إلى نتائج مماثلة في ما يتعلق بالاستجابة المناعية والمأمونية.
وتوصي المنظمة بألا تبادر البلدان إلي استعمال اللقاح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً، إلا بعد تحقيق تغطية مرتفعة بجرعتي اللقاح بين الفئات ذات الأولوية الأولى، على النحو الوارد في خريطة طريق المنظمة لتحديد الأولويات. 
وينبغي تطعيم الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 سنة المصابين بأمراض مصاحبة تعرّضهم بشكل كبير لتفاقم مخاطر الإصابة بمضاعفات كوفيد-19 الوخيمة، إلى جانب الفئات الأخرى الأشد عرضة للخطر .

ما هي الجرعة الموصى بها ؟

يبدأ الأثر الواقي بعد 12 يوماً من تلقي الجرعة الأولى، ولكن الحماية التامة تتطلب الحصول على جرعتين من اللقاح، وتوصي المنظمة بأن تمتد الفترة الفاصلة بين الجرعتين من 21 إلى 28 يوماً. ويلزم إجراء أبحاث إضافية لفهم الحماية المحتملة التي يوفرها اللقاح على المدى الطويل بعد الحصول على جرعة وحيدة. ويُنصَح حالياً باستعمال المنتَج نفسه في كلتا الجرعتين، كلما أمكن.
ويوصي فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي بإعطاء الأشخاص منقوصي المناعة بدرجة متوسطة جرعة إضافية من اللقاح في إطار السلسلة الأولية. والسبب هو أن هذه الفئة تقل احتمالات استجابتها على نحو كافٍ للتطعيم بعد سلسلة التطعيم الأولية المعتادة، كما أنها أشد عرضة للإصابة بمضاعفات كوفيد-19 الوخيمة. 
وتشير الدراسات إلى وجود أثر كبير على الصحة العامة كلما كانت الفترة الفاصلة بين الجرعات أطول من الفترة التي يوصى بها في إطار قائمة المنتجات المعتمدة للاستعمال في الطوارئ. وبناءً عليه، فإن البلدان التي تواجه ارتفاعاً في معدلات الإصابة بكوفيد–19 ونقصاً شديداً في إمدادات اللقاح، يمكنها النظر في تأخير الجرعة الثانية لمدة تصل إلى 12 أسبوعاً، من أجل تحقيق معدلات تغطية أعلى بالجرعة الأولى في أوساط الفئات السكانية ذات الأولوية العليا.

هل يوصى بإعطاء جرعة مُعزِّزة من هذا اللقاح ؟

يمكن النظر في إعطاء جرعة معزِّزة بعد 4-6 أشهر من استكمال سلسلة التطعيم الأولية، على أن هذه التوصية تخص الفئات ذات الأولوية الأولى في المقام الأول، وفقاً لخريطة طريق تحديد الأولويات التي وضعتها المنظمة.
وتحظى فوائد التطعيم المُعزِّز بالاعتراف بعد تزايد البيّنات الدالة على تراجع فعّالية التطعيم ضد الإصابة بعدوى فيروس كورونا-سارس-2 الخفيفة وغير المصحوبة بأعراض، بمرور الوقت. 
ولم يُحدَّد بعد مدى الحاجة إلى الجرعات المعزِّزة وتوقيت هذه الجرعات للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و11 سنة.

هل يمكن "المزج والمزاوجة" بين هذا اللقاح واللقاحات الأخرى ؟

يوافق فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي على إعطاء جرعتين من لقاحين مختلفين من لقاحات كوفيد-19 المدرجة في قائمة المنظمة للاستعمال في الطوارئ بوصفها سلسلة أولية كاملة.
وبالنسبة إلى البلدان التي تنظر في وضع جداول تطعيم تتكون من لقاحات مختلفة، قدمت المنظمة توصيات لضمان تحقق الاستمناع أو فعّالية اللقاح بالقدر الملائم أو المكافئ للجداول التي تستخدم لقاحاً واحداً:

• يمكن استعمال أي من لقاحات نواقل الفيروس المضادة لكوفيد-19 المدرجة في قائمة المنظمة للاستعمال في الطوارئ (يانسن أو أسترازينيكا فاكسزيفريا/ كوفيشيلد) للجرعة الثانية، بعد جرعة أولى من لقاح فايزر، وفقاً لتوافر المنتجات.
  
• كما يمكن استخدام لقاح فايزر في الجرعة الثانية بعد أي لقاح من لقاحات كوفيد-19 المعطلة المدرجة على قائمة المنظمة للاستعمال في الطوارئ (سينوفارم أو سينوفاك أو بهارات) أو أي من لقاحات نواقل الفيروس (يانسن أو استرازينيكا فاكسيرفيا/ كوفيشيلد).
  

هل هذا اللقاح مأمون ؟

تتولى اللجنة الاستشارية العالمية المعنية بمأمونية اللقاحات، وهي مجموعة خبراء يقدمون إرشادات مستقلة يُعتدّ بها إلى المنظمة بشأن موضوع الاستعمال المأمون للقاحات، استلام وتقييم التقارير عن الأحداث المتعلقة بالمأمونية التي يُحتمل أن تترك أثراً على الصعيد الدولي. وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2021، خلصت اللجنة الاستشارية العالمية المعنية بمأمونية لقاحات كوفيد‑19 إلى أن لقاحات رنا المرسال المضادة لكوفيد‑19 لها فوائد واضحة في جميع الفئات العمرية في الحد من حالات دخول المستشفيات والوفيات الناجمة عن كوفيد‑19.

ما مدى نجاعة اللقاح ؟

يُعد لقاح فايزر بيونتيك المضاد لكوفيد-19 فعّالاً بنسبة 95٪ ضد عدوى فيروس كورونا-سارس-2 المصحوبة بأعراض .

هل اللقاح فعّال ضد المتحوّرات الجديدة ؟

استعرض فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع جميع البيانات المتاحة عن أداء اللقاح في الاختبارات من أجل تقييم مدى نجاعته في الحماية من مجموعة من المتحوّرات المختلفة. وأشارت هذه الاختبارات إلى أن اللقاح فعّال ضد متحوّرات الفيروس، وإن كانت فعّالية اللقاح ضد المرض الوخيم والخفيف الناجم عن المتحوّر أوميكرون أقل بعد تلقي جرعتين من اللقاح مقارنة بفعّاليته ضد المتحوّر دلتا، كما تتراجع المناعة المكتسبة بصورة أسرع.
ويوصي فريق الخبراء الاستشاري حالياً باستعمال لقاح فايزر بيونتك وفقاً لخريطة طريق المنظمة لتحديد الأولويات، حتى لو وُجدت متحورات فيروسية في البلد. وينبغي للبلدان أن تجري تقديراً للمخاطر والفوائد، مع أخذ أوضاعها الوبائية في الاعتبار.
وتبرز النتائج الأولية الضرورة المُلحّة لاتباع نهج منسّق في ترصّد المتحوّرات وأثرها المحتمل على فعّالية اللقاح وتقييمهما. وستحدّث المنظمة التوصيات كلما توفرت بيانات جديدة تستدعي ذلك.

هل يقي اللقاح من العدوى ومن انتقالها إلى الآخرين ؟

لا تتوافر حالياً بيّنات كافية عن أثر لقاح فايزر بيونتيك على انتقال الفيروس أو الطرح الفيروسي.
وفي الأثناء، يجب مواصلة تطبيق تدابير الصحة العامة الفعّالة وتعزيزها، وهي لبس الكمامة، والتباعد البدني، وغسل اليدين، والتقيّد بقواعد النظافة التنفسية وبآداب السعال والعطس، وتجنب الأماكن المزدحمة، وضمان التهوية الجيدة.

كيف يُقارَن هذا اللقاح باللقاحات الأخرى المُستخدمة ؟

يتعذر عقد مقارنة مباشرة بين اللقاحات نظراً إلى تباين النُهُج المتّبعة في تصميم الدراسة الخاصة بكل منها، ولكن إجمالاً تُعد جميع اللقاحات التي أذنت المنظمة باستعمالها بموجب بروتوكول الاستعمالات الطارئة فعّالة للغاية في الوقاية من المضاعفات الوخيمة لمرض كوفيد-19 ودخول المستشفى بسببه.