إن الصلاة من أعظم الأعمال بعد الإيمان بالله ، وقد رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : "خمس صلواتٍ كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة ، فمن حافظ عليهن ، كُن له عهداً عند الله أن يُدخله الجنة ، ومن لم يُحافظ عليهن لم يكن عند الله عهد ، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له".

ليس فقط مصاحبة الصالحين بل والبعد عن المثبطين الذين يجرونك جراً إلى الوراء ، ولا تقُل لي أنه في أوائل أيام التزامك بالصلاة أن تدعوهم وتنصحهم ، لا يا أخي بل في البداية اغرس قدميك حتى لا يأخذونكَ إلى واديهم مرةً أخرى ولكن بعد ثباتك إن شاء الله تأخذهم أنت.

حفظ كل يوم ولو نصف صفحة من كتاب الله ، هذا بأمر الله سيربطك بالصلاة إذ أنت تُريد أن تُصلي بما حفظت ، بل وأن تكون خاشع وذهنك حاضر أكثر من أن تُصلي بالآيات المُعتادة التي تُصلي بها منذ صغرك.

المُحافظة على السنن والنوافل حتى إذا أصابك فتور تكون هذه السنن بمثابة سور يحمي قلعة الفرائض ، فإذا أُصيب السور ثمة ضعف لم تتأذى القلعة بشئ ، وإذا أنعم الله عليك بمزيدٍ من الهداية أن تُصلي ما فاتك من صلوات ، بمعنى أن تٌصلي مع الظهر ظهراً ومع العصر عصراً وهكذا ; لأن هذا دَينُ عليك لله ولن يؤديه سوى أنت ، حتماً ستُحب الصلاة وحتماً سيُحبك الله.

مهما كنت مع أي شخص والأذان أذنَ استأذنه وقم للصلاة ، يجب أن تخرج من البيت بوقتٍ يكفيك لأن تكون في المسجد عن انتهاء الأذان .. فإن كنت مع أولادك .. فسيعرفون أنك ستقوم للصلاة .. وإن كُنت مع أصحابك .. فسيعرفون أنك ستقوم للصلاة .. وإن كنت في العمل .. فسيعرفون أصدقاؤك في العمل أنك ستقوم للصلاة .. بل ومع مرور الوقت ويعتاد كل من هم بحياتك على هذه العادة لن تستطيع أنت أن تُوقفها ، ولكن حذارِ ثم حذارِ أن تكون الصلاة نفسها هي العادة لا الذهاب إليها.

يقول الله -عز وجل- في سورةِ نوح : ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكم إنَّهُ كانَ غَفّارًا ﴾ .. الاستغفار إن شاء الله سيمحي من قلبك أي تقصير تشعر به ; لأن الله إذا أحب عبداً رزقه طاعته ، والاستغفار يجعل العبد قريباً من ربه فلن يحدُث ثمة تقصير بأمر الله.

الدعاء هو سلاح رهيب يغفل عنه الكثير من الناس ، مهما كُنت غارقاً بالذنوب ادعو الله واستغفره وألح عليه ولا تنسى هذا الدعاء دوماً : "رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ" ، وادعو الله بالثبات واطلب من الله المزيد ، فالدعاء ربما يُغير حياتك كلها وارجو من الله ذلك.

اليقين والتأكد التام بأن الصلاة هي أهم سبب من أسباب العُلا والفلاح والاستقامة في الدنيا والآخرة ، إذا أردت عملاً فلتصلي ، إذا أردت زوجة صالحة فلتصلي ، إذا أردت بركة في أولادك ومالك فلتصلي ، إذا أردت أن تفوز بحب الله والناس فلتصلي ، إذا أردت الجنة فلتصلي.

المعرفة الكاملة بعقوبة وعذاب الذي يترك الصلاة متعمداً في الدنيا والآخرة ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "إن بين الرجل والكفر أو الشرك ترك الصلاة" ، وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- : "لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة".

الصلاة هي الركن الثاني بعد الشهادة ، كيف تصوم وأنت لا تُصلي ؟ كيف تعتمر أو تحج وأنت لا تصلي ؟ ماذا سيكون ردك على الله حينما يسألك : "ما الذي منعك عن الصلاة ؟" قل لي بربك هل هناك جواب شافي على هذا السؤال ؟ هل هناك رد مُقنع ؟ أن لا أعتقد أنه يوجد ، لا تقل لي سأفعل بعد أيام .. بل قُم الآن ، ولا تقل صعب ! بل قُم وجرب ، ولا تقل كيف ؟ بل قُم وتوضأ.

راقب أوقات الصلاة ، استخدم رزنامة توضح أوقات الصلاة ، أو ساعة خاصة بذلك ، أو تطبيقات على الجوال ، أو أي طريقة أخرى لتبقى مراقباً لأوقات الصلاة أولاً بأول.

وأخيراً أسأل الله أن يهدينا جميعاً لما يحبه ويرضاه.

جزاك الله كل الخير

أنرت الموضوع بوجودك

رائع احسنت النشر

عاشت الايادي