
ahmed bebarz
فريق العمل- الجنس :
- المساهمات :
- 217
- العمر :
- 22
- السٌّمعَة :
- 2
عضوية مميزة
لقد شارك هذا العضو في أكثر من 100 مساهمة مختلفة!

منذ عدة سنوات ظهرت مساعي لإيجاد رابط بين الحجاب وبين عالم الأزياء الحديثة ، من خلال دمج الاحتشام في صيحات الموضة ، وتحويل الزي المحتشم إلى خيار عصري للمرأة المسلمة ، تُقام له العروض ، والمجلات ، ويختص بعلامات تجارية ، تتنافس للاستحواذ على سوقه المتوسعة عالميا .
يثير هذا التوجه المتصاعد لتحويل الحجاب إلى موضة وصناعة ، تساؤلات عن العلاقة بين متطلبات الحكم الشرعي في زي المرأة المسلمة ، الهادف لصرف النظر عن الجسد منعا للفتنة ، وبين اشتراطات عالم الموضة ، التي تميل إلى الإبهار والبهرجة وإبراز المفاتن ، ومن ناحية أخرى يُطرح السؤال الاقتصادي ، الذي لا يتغير إلا الربح ، واستثمار التوجه الاستهلاكي المتصاعد للأزياء المحتشمة ، لمخاطبة طبقات محددة من المسلمات .
يثير هذا التوجه المتصاعد لتحويل الحجاب إلى موضة وصناعة ، تساؤلات عن العلاقة بين متطلبات الحكم الشرعي في زي المرأة المسلمة ، الهادف لصرف النظر عن الجسد منعا للفتنة ، وبين اشتراطات عالم الموضة ، التي تميل إلى الإبهار والبهرجة وإبراز المفاتن ، ومن ناحية أخرى يُطرح السؤال الاقتصادي ، الذي لا يتغير إلا الربح ، واستثمار التوجه الاستهلاكي المتصاعد للأزياء المحتشمة ، لمخاطبة طبقات محددة من المسلمات .
أزمة الحجاب
فرض تمسك المرأة المسمة بالحجاب ، خاصة في المجتمع الغربي ، البحث عن ملابس تحقق المطلب الشرعي والاحتشام ، وتتمتع بالأناقة والذوق والعصرية ، غير أن غالبية المسلمات لم يجدن من التصميمات ما يلبي احتياجهن ، لذا سعين لتحقيق هدفن من خلال استدعاء الأزياء التي كن ترتدينها في مجتمعاتهن ، مع إدخال تعديلات لتوائم الواقع الجديد ، لكن الأجيال الجديدة من المسلمات اللاتي نشئن في الغرب ، وجدن أن الأمر غير كاف ، وغير مشجع لهن ، في ظل تصاعد حملات الكراهية ضد المسلمين في الغرب ، والتي تتعرض فيه المحجبات لاعتداءات عنصرية ، وكذلك تزايد أزمات الحجاب وصولا لحظره مثل قرار حظر الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” للحجاب في كرة القدم النسائية عام 2007 ، تحت دعوى أنه يزيد من مخاطر إصابة الرقبة ، أو أزماته المتكررة في فرنسا ، أضف إلى ذلك تمتع تلك الأجيال المسلمة بإمكانات اقتصادية وتعليمية عالية ، وهو ما دفعهن للتفكير يفكرن بمنطق ، يسعى لعصرية الثياب ، مع التزام الاحتشام .
ويبدو أن محاولة الادماج بين الحجاب والموضة حققت قدرا من القبول ، ففي عام 2012 ألغت “الفيفا” الحظر المفروض على الحجاب ، وأكدت أنه لا يوجد شيء في المؤلفات الطبية بشأن الإصابات نتيجة ارتداء الحجاب ، ومن ثم ظهرت بعض الرياضيات المسلمات وهن يرتدين الحجاب في أولمبياد لندن الصيفية 2012 .
ويبدو أن محاولة الادماج بين الحجاب والموضة حققت قدرا من القبول ، ففي عام 2012 ألغت “الفيفا” الحظر المفروض على الحجاب ، وأكدت أنه لا يوجد شيء في المؤلفات الطبية بشأن الإصابات نتيجة ارتداء الحجاب ، ومن ثم ظهرت بعض الرياضيات المسلمات وهن يرتدين الحجاب في أولمبياد لندن الصيفية 2012 .
موضة الاحتشام
من الضروري النظر إلى قضية العلاقة بين الحجاب والموضة من جانب ثقافي وفكري ، ومن زاوية العلاقة بين الاعتقاد الديني وتأثير ذلك على المستهلك والسوق ، كذلك تأثير العولمة والثورة الرقمية على تذويب أفكار ورؤى معينة ، وإنتاج قيم تعبر عن نفسها في مسلكيات متنوعة منها الأزياء .
والحقيقة أن هناك تغيرات في مجال التدين الإسلامي ، ومن تلك المجالات: المرأة ، والزي ، والعلاقة مع الآخر ، والاستهلاك ، ونمط التدين وأشكاله ، وتفاعل هذه الأشياء أوجد أذواقا وأفكارا جديدة ، فنمت نزعة استهلاكية تسعى للتمتع بالحياة ، مع التمسك بالقيم التي يفرضها التدين ، ورأى هذا النمط أن هذا الحجاب المتوافق مع الموضة ، قد يكون وسيلة للتعبير عن الانتماء الديني ورمزا للاندماج الحداثي في ذات الوقت .
والحقيقة أن هناك تغيرات في مجال التدين الإسلامي ، ومن تلك المجالات: المرأة ، والزي ، والعلاقة مع الآخر ، والاستهلاك ، ونمط التدين وأشكاله ، وتفاعل هذه الأشياء أوجد أذواقا وأفكارا جديدة ، فنمت نزعة استهلاكية تسعى للتمتع بالحياة ، مع التمسك بالقيم التي يفرضها التدين ، ورأى هذا النمط أن هذا الحجاب المتوافق مع الموضة ، قد يكون وسيلة للتعبير عن الانتماء الديني ورمزا للاندماج الحداثي في ذات الوقت .
في كتابها ” التواضع: مفارقة في الموضة ” Modesty: A Fashion Paradox ترى “حفصة لودي” Hafsa Lodi أن صناعة الأزياء المحتشمة تكتسب سوقا عالمية في السنوات الأخيرة تُقدر بمليارات الدولارات ، وأن حركة الموضة في الحجاب ذات صلة وثيقة بأذواق المستهلكين ، وهو ما دفع بعض بيوت أزياء عالمية إلى صناعة الأزياء محتشمة ، وأشارت إلى وجود مجموعة من الشباب المسلمين ، لهم مدونات تهتم بالموضة في الأزياء المحتشمة ، كما عرف السوق شركات وعلامات تجارية .
وربما هذا ما دفع بعض الشركات الكبرى في مجال الأزياء ، مثل ” DKNY ” دار الأزياء الشهيرة في نيويورك ، للدخول في مجال الأزياء المحتشمة عام 2014 ، بمناسبة شهر رمضان وبالتزامن مع القرار الفرنسي بمنع الحجاب ، لتظهر 2015 أوّل عارضة أزياء محجّبة ، “ماريا إدريسي” ، وفي العام 2016 ظهرت مصممة الأزياء الإندونيسية “أنيسة حيسبوان” Anniesa Hasibuan في عرض أزياء في نيويورك ، ثم قدمت دار الأزياء الإيطالية الشهيرة “دولتشي أند جابانا “Dolce & Gabbana بعضا من موضات الحجاب الراقية .
وقد سبقتهم شركة “نايك” Nike بطرح ملابس رياضية تُلائم الحجاب ، في كتابها “إسلام العلامة التجارية” Brand Islam تذهب “فقيه الشيرازي” Faegheh Shirazi الأستاذة بجامعة تكساس الأمريكية ، أن المساعي الصغيرة من المسلمات لارتداء أزياء محتشمة في الغرب تحولت إلى صناعة تنافسية ومربحة ، شارك فيها مصممون مسلمين وغير مسلمين ، نظرا للأرباح الضخمة التي تدرها تلك الصناعة ، بعدما أصبحت كلمة “حلال” أحد محفزات التسويق والاستهلاك للمسلمين في الغرب ، كما أصبحت كلمة “شرعي وأنيق” Syar’i and Stylish التي أطلقتها شركة Kivitz الماليزية تغري بالتسويق الجيد .
تشير تقديرات في بريطانيا أن عمليات البحث عن الملابس المحتشمة ارتفعت عام 2019 بنسبة 500% ، وأن محرك البحث الشهير Google أظهر 200 مليون نتيجة عن الملابس المحتشمة ، وفقًا لتقرير حالة الاقتصاد الإسلامي العالمي 2020/21 (1) ، تُقدر قيمة صناعة الأزياء المحتشمة بنحو 277 مليار دولار أمريكي ويُقدر أن تصل إلى 311 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2024 .
وربما هذا ما دفع بعض الشركات الكبرى في مجال الأزياء ، مثل ” DKNY ” دار الأزياء الشهيرة في نيويورك ، للدخول في مجال الأزياء المحتشمة عام 2014 ، بمناسبة شهر رمضان وبالتزامن مع القرار الفرنسي بمنع الحجاب ، لتظهر 2015 أوّل عارضة أزياء محجّبة ، “ماريا إدريسي” ، وفي العام 2016 ظهرت مصممة الأزياء الإندونيسية “أنيسة حيسبوان” Anniesa Hasibuan في عرض أزياء في نيويورك ، ثم قدمت دار الأزياء الإيطالية الشهيرة “دولتشي أند جابانا “Dolce & Gabbana بعضا من موضات الحجاب الراقية .
وقد سبقتهم شركة “نايك” Nike بطرح ملابس رياضية تُلائم الحجاب ، في كتابها “إسلام العلامة التجارية” Brand Islam تذهب “فقيه الشيرازي” Faegheh Shirazi الأستاذة بجامعة تكساس الأمريكية ، أن المساعي الصغيرة من المسلمات لارتداء أزياء محتشمة في الغرب تحولت إلى صناعة تنافسية ومربحة ، شارك فيها مصممون مسلمين وغير مسلمين ، نظرا للأرباح الضخمة التي تدرها تلك الصناعة ، بعدما أصبحت كلمة “حلال” أحد محفزات التسويق والاستهلاك للمسلمين في الغرب ، كما أصبحت كلمة “شرعي وأنيق” Syar’i and Stylish التي أطلقتها شركة Kivitz الماليزية تغري بالتسويق الجيد .
تشير تقديرات في بريطانيا أن عمليات البحث عن الملابس المحتشمة ارتفعت عام 2019 بنسبة 500% ، وأن محرك البحث الشهير Google أظهر 200 مليون نتيجة عن الملابس المحتشمة ، وفقًا لتقرير حالة الاقتصاد الإسلامي العالمي 2020/21 (1) ، تُقدر قيمة صناعة الأزياء المحتشمة بنحو 277 مليار دولار أمريكي ويُقدر أن تصل إلى 311 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2024 .
في كتابها ” الموضة المحتشمة” modest fashion تذهب “رينا لويس” Reina Lewis أن الاهتمام الإعلامي بالأزياء المحتشمة هو تعبير عن تصاعد الطلب على تلك الأزياء ، حيث تنتشر تلك الأزياء في جميع أنحاء العالم ، ومن ثم أصبح للحجاب باعتباره رمزا للزي المحتشم مكانا في عالم الموضة وأسواقها وصحافتها المتخصصة ، وبالتالي سار الاعتقاد جنبا إلى جنب مع التجارة .
ومن هنا أصبح لعارضات الأزياء المحجبات مكان على ممشى العارضات ، لكن هذه السوق لا تتوقف عند الحجاب والأزياء فقط ، ولكن تجذب معها أسواقا أخرى من الاكسسوارات والمستلزمات المتعلقة بالمرأة ، وهي سوق رائجة خاصة في ظل نمو طبقات متعلمة وثرية في المسلمين على امتداد الخريطة العالمية ، وتمتع هؤلاء بالتفاعل مع وسائل الاتصال الحديثة والثورة الرقمية ، وربما هذا ما دفع بعض المسلمات للدخول إلى عالم صناعة الأزياء وتصميم الملابس ، وظهور عارضات أزياء محجبات مثل ”شهيرة يوسف” و ”إكرام عبدي عمر” و ”حليمة عدن” التي ظهرت على غلاف مجلة “فوج” Vogue شهيرة عام 2017 ، وفي عام 2019 ظهر على غلاف المجلة ثلاث عارضات محجبات سوداء .
ولكن يبقى السؤال هل ستؤثر النزعة الاستهلاكية ، والموضة واشتراطاتها ، والطبيعة الربحية للسوق على الحجاب كمفهوم يبتغي إبعاد النظر عن الجسد ، ومن ثم يُعاد تشكيل المفهوم الديني وفقا لقيم السوق وضغوطها ، أم سينجح الحجاب في فرض رؤيته في عالم الموضة ؟!
ومن هنا أصبح لعارضات الأزياء المحجبات مكان على ممشى العارضات ، لكن هذه السوق لا تتوقف عند الحجاب والأزياء فقط ، ولكن تجذب معها أسواقا أخرى من الاكسسوارات والمستلزمات المتعلقة بالمرأة ، وهي سوق رائجة خاصة في ظل نمو طبقات متعلمة وثرية في المسلمين على امتداد الخريطة العالمية ، وتمتع هؤلاء بالتفاعل مع وسائل الاتصال الحديثة والثورة الرقمية ، وربما هذا ما دفع بعض المسلمات للدخول إلى عالم صناعة الأزياء وتصميم الملابس ، وظهور عارضات أزياء محجبات مثل ”شهيرة يوسف” و ”إكرام عبدي عمر” و ”حليمة عدن” التي ظهرت على غلاف مجلة “فوج” Vogue شهيرة عام 2017 ، وفي عام 2019 ظهر على غلاف المجلة ثلاث عارضات محجبات سوداء .
ولكن يبقى السؤال هل ستؤثر النزعة الاستهلاكية ، والموضة واشتراطاتها ، والطبيعة الربحية للسوق على الحجاب كمفهوم يبتغي إبعاد النظر عن الجسد ، ومن ثم يُعاد تشكيل المفهوم الديني وفقا لقيم السوق وضغوطها ، أم سينجح الحجاب في فرض رؤيته في عالم الموضة ؟!